الاثنين، نوفمبر 29، 2010



الجمعة، فبراير 16، 2007

أهداف الدرس اللغوي بالإعدادي في ظل الشروط والوسائل المتوفرة




أهداف الدرس اللغوي بالإعدادي في ظل الشروط والوسائل المتوفرة
عبدالله مهداوي

إن الصعوبة لا تكمن أساسا في تفسير كيف يمكن التعلم من اكتساب بعض العادات ولا في تفسير كيف يمكن لإواليات تعليمية أن تنتهي إلى تعميمات، بل قد يمكننا بالأحرى، ومن أوجه مختلفة، أن نقارن وضعية الطفل بوضعية عالم قادر على إنشاء نظرية علمية ( أي على إنشاء نسق غني ومعقد من القواعد ) استنادا إلى تجربة ناقصة ومشوشة.إن هذا يبدو مستحيلا ومع ذلك ذلك فإن الأطفال يتوصلون إلى القيام بذلك، وهذا بفضل واقع أن الأطفال مزودون على نحو طبيعي بقدرة بشرية مخصوصة لاستيعاب أنساق القواعد هذه ولا أية أنساق وإنما هذه على وجه التحديد ".( نوام تشو مسكي " اللسانيات وكما أفهمها " عن مجلة بيت الحكمة العدد السادس.السنة الثانية. أكتوبر 1887 ص 5 و 6فإذا كانت النظرية التوليدية مع تشو مسكي كنظرية حديثة في مجال اكتساب اللغة ترى أن الإنسان يولد مزودا بقدرات فطرية تساعده على اكتساب اللغة،وأن هذه القدرات أهم من التجارب ، ذلك أن الطفل بواسطتها يستطيع اعتمادا على حدسه اللغوي أن يميز بين الأشكال التي تنتمي إلى لغته والأشكال التي لا تنتمي إليها ، فإنه لايمكن الحديث عن هذه القدرات بمعزل عن التجربة والواقع الخارجي ، لكون اللغة لا تستقر في دماغ المتعلم إلا عن طريق تجارب متعددة .ففي اطارعملية الاكتساب هذه تتداخل مجموعة من العناصر التواصلية بتقدمها السماع لماله من أهمية و نتيجة للدور الذي يقوم به في عملية اكتساب اللغة الأم المستعملة كأداة تواصلية داخل مجتمع لغوي معين فعن طريق السماع يستطيع الطفل اكتساب رصيده اللغوي واستبطان مجموعة من القواعد التي تضبط لغته بطريقة عفوية لتحقق له عملية التواصل مع الآخرين في مرحلة معينة بواسطة توظيفه للمكتسب اللغوي.ولما كانت اللغة المكتسبة في مجتمعنا المغربي عن طريق السماع والاستعمال غير اللغة العربية الفصيحة كان اكتساب هذه الأخيرة يقتضي استحضار بعض العناصر الأخرى للتواصل اللغوي كالكتابة والقراءة لتساهما إلى جانب السماع في تعليم وتعلم اللغة في المدرسة.وهكذا، انطلاقا من اعتبار اللغة وسيلة اجتماعية للتواصل بين الأفراد، واعتبارا أيضا لأهميتها الوظيفية في الحياة نادت التربية قديما وحديثا بجعل اللغة وسيلة فعالة لإدماج المتعلم في الحياة الثقافية للمجتمع لأقداره على ممارسة حياته اليومية . وعملا على تنمية ملكة الطفل اللغوية بالقسم الثانوي إعدادي كان الاهتمام بالجانب التواصلي من خلال تدريس مجموعة من المكونات في إطار العمل بنظرية الوحدة يدرس كل مكون في حصة مخصصة تبعا للبرنامج المحدد لكل مستوى من مستويات الثانوي إعدادي، ومن بين هذه المكونات "الدرس اللغوي "أي " قواعد اللغة العربية " سواء تعلق الأمر بالجانب الصرفي في اللغة أو التركيبي أو الصوتي.لقد اختلفت طرق تدريس قواعد اللغة العربية عبر العصور فحتى وقت متأخر من القرن الماضي كانت اللغة وقواعدها تدرس في الجوامع دون تسطير أي هدف من وراء ذلك، وإنما كان المتوخى هو تدريس اللغة من أجل ذاتها، وذلك ما اصطلح عليه "تحفيظ اللغة " فكانت القواعد النحوية تدرس في شكل منظومات وأراجيز بمعزل عن المجال الوظيفي لهذه القواعد.أما المدرسة الحديثة فتسعى إلى تدريس اللغة وقواعدها في إطارها الوظيفي خدمة للكفاية التواصلية باعتبارها أداة لنقل الآراء والمشاعر والاتصال بين أفراد المجتمع الواحد والأجيال المتعاقبة. من خلال السعي إلى تحقيق الأهداف التالية :التمكن من أساليب اللغة العربية وتراكيبهاأغناء وترسيخ الرصيد القاعدي الذي اطلع عليه المتعلم.تمكين المتعلم من طرق وأساليب توظيف العلاقات النحوية والصرفية في الكلام.*إقدار المتعلم على توظيف القواعد توظيفا سليما باحترام الضوابط اللغوية.شحذ ملكة المتعلم اللغوية وتمهيره على استعمالاتها في المواقف التواصلية المختلفة.هذه الأهداف كلها تسعى إلى إلى ضبط العناصر التواصلية اللغوية لذي التلميذ. فإلى أي حد يمكن تحقيق ذلك انطلاقا من جملة الشروط والوسائل المتاحة لإنجاز الدرس اللغوي بقسم الثانوي إعدادي ؟فإذا كانت الطريقة المعتمدة في إنجاز الدرس اللغوي بالإعدادي تنطلق من النص إلى القاعدة أي من الملاحظة إلى التحليل والاستنتاج مراعية في ذلك كون اللغة أسبق من النحو، ومراعية كذلك ما يمكن أن تفيده هذه الطريقة في التدريس محاولة في ذلك خلق نوع من التوفيق بين نظريتي الوحدة والفروع فإن هناك جملة من المشاكل تطرح بحدة في هذا الصدد ويمكن إجمالها فيما يلي:تحقيقا للأهداف المسطرة أعلاه يجب ألا نعمل على الفصل بين مادة اللغة العربية وباقي المواد التي تدرس بهذه اللغة، ذلك أن كل أستاذ مستعمل لهذه اللغة في تدريس مادته ( اجتماعيات- تربية إسلامية –علوم – رياضيات...)يعتبر مؤولا عن تحقيق تلك الأهداف ولا يخص الأمر أستاذ اللغة العربية وحده، وهي مسألة ( مسألة الفصل ) يمكن ملاحظتها داخل مؤ ساستنا التعليمية، مما يكون له انعكاس على تعامل التلميذ في مادة اللغة العربية ككل، فلا يكتسب اللغة السليمة إلا بصعوبة فهو لا يهتم بالقواعد إلا في درس التطبيقات ولا يهتم بالتعبير إلا في حصة الإنشاء و التعبير..وإن كان الفصل بين ذلك غير جائز ، هذا بالإضافة إلى مشكل الازدواجية الذي يطرح بحدة ويتمثل في وجود العامية بنوعيها ( العربية والأمازيغية ) إلى جانب اللغة العربية ، إلى جانب لغة أخرى قد تعتبر دخيلة بالنسبة للمتعلم ( الفرنسية ) ابتداء من المستوى الثاني إعدادي.إن تقليص حصص تدريس اللغة العربية من ست ساعات إلى إلى أربع ساعات وحصر مكونات اللغة العربية في ثلاثة مكونات ( قراءة – درس لغوي – إنشاء وتعبير ) سيخلق نوعا من الاضطراب لذى المعلم والمتعلم، فهذا الأخير لا يستطيع أن يستوعب بعض الدروس في حدود الغلاف الزمني المخصص لها.على الرغم من الجهود المبذولة من أجل تجاوز شكل كتاب قواعد اللغة العربية القديم، واعتماد واحد في تدريس مادة اللغة العربية يحاول الانسجام مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين والتوجهات التربوية العامة في تبنيه نظام الوحدات واقتراحه أنشطة متنوعة منسجمة مع الكفايات المستهدفة والقيم المتوخاة باعتماد مبدآ الكيف وليس الكم، فإن تمييز الأمثلة في الدرس اللغوي وكتابتها بلون مغاير لتحديد الظاهرة اللغوية وملاحظتها من شأنه أن يوحي للتلميذ بأن قراءة النص المساعد ( الأمثلة ) مجرد مسألة عرضية يمكن تجاوزها بسرعة من أجل ما هو أهم ( وصف الظاهرة وتحليلها ) لاستنتاج القاعدة. وإن عنصر الفهم والتعبير حاضرين بشكل ما في مادة التطبيقات.إن تقليص حصص اللغة العربية بالإعدادي إلى أربع ساعات كان على حساب مكون التطبيقات، فالأستاذ لا يجد متسعا من الوقت لإنجاز حصة تطبيقات تتعلق بكل درس لغوي ينجز مع التلاميذ، وكل ما يستطيعه هو إنجاز تطبيقات جزئية مقترحة في الكتاب المدرسي، هذا إن أسعفه الوقت، وذلك غير كاف لتحسبن أداء التلميذ اللغوي وإن كان من الواجب استحضار التطبيقات من خلال باقي مكونات اللغة العربية الأخرى.إن اكتظاظ الأقسام بالتلاميذ يحول دون الاعتناء بضبط عناصر التواصل لديهم لأن ذلك يستوجب أن يتمكن الجميع من القراءة والتعبير والكتابة، ولا يتحقق من هذه العناصر إلا الكتابة في أحسن الأحوال لأننا لا نجد الجميع يساهم في داخل الفصل شفهيا.فاعتماد التدريس بالكفايات يستوجب الاعتناء بالشروط والوسائل التي تساهم في تحققها وأمور غير متوفرة بالنسبة لكل مكونات اللغة العربية وليس الدرس اللغوي وحده.هذا إضافة إلى غياب حصص الدعم في مجال الدرس اللغوي بالشكل الذي يساهم في تحقيق الأهداف المتوخاة.

الثلاثاء، يناير 16، 2007

مدخل إلى بنية الشخوص في العمل السردي /




مدخل إلى بنية الشخوص في العمل السردي /
ذ عبدالله مهداوي
مفهوم بنية الشخوص
تحديد مفهوم البنية
بقدر ما أصبح مفهوم البنية مقبولا بقدر ما أصبحت الحاجة ماسة إلى تحديده تحديدا دقيقا .ولعل ذلك يرجع بالأساس إلى كثرة شيوعه واستعماله في جميع الحقول المعرفية ،سواء الأدبية أو العلمية .وقد عبر "هنري لوفيفر " عن الصعوبة التي يطرحها هذا المفهوم بقوله :"كلما انتشر مفهوم البنية إل وازداد غموضا ، وعادة ما يعني هذا المفهوم الصورة الموضوعية لمعرفة ممكنة يظن المستعمل لهذه الكلمة المفتاح أنه امتلكها في حين أنه لا يمتلكها بقدر ما يضعها نصب عينيه ، إذ يفترض التمام والدقة "
يكاد يتفق عامة الباحثين على أنها عبارة عن مجموعة متشابكة من العلاقات وأن هذه العلاقات تتوقف فيها الأجزاء والعناصر على بعضها البعض من ناحية وعلى علاقتها بالكل من ناحية أخرى . وكل عنصر من هذه العناصر لا يمكنه أن يستمد وجوده إلا من داخل البنية ، بمعنى أن النظام الذي يحكم هذه العناصر هو نظام داخلي ولا اعتبار لما خارجي .
وعلى هذا الأساس فإنه عند دراسة بنية معينة ل يجب التعامل مع عناصرها اعتمادا على معطيات خارجية ، ذلك لأن العلاقات التي تربط بين هذه العناصر محددة ضمن نسق مرسوم لا يمكنها أن تزيغ عنه ، وذلك لتوفرها على عملية ضبط ذاتية تتم من داخل البنية وليس من خارجها . إلا هذا لا يعني أن البنية محكوم عليها بالسكونية ، فهي على العكس من ذلك تعرف دينامية وتغيرا مستمرين .
وإذا كان مصطلح "بنية " قد شاع مع تطور اللسانيات البنيوية بعد( سوسير) فإن انتقاله إلى المجال الأدبي أمر يبرر بفضل ذلك التأثير الذي أحدثته الدراسات اللسانية على الأدب ، واستعارة هذا الأخير للمناهج البنيوية في مجال الدراسات . هذا التأثير جعل الدارسين ينظرون إلى النتاج الأدبي –كيفما كان نوعه – كبنية مكونة من مجموعة من العناصر المتقابلة ، والتي من خلال عملها بنيويا تتم دراسة النتاج من دون استحضار لعناصر خارجية ، كالواقع المادي مثلا ، لأن في ذلك تشويشا على بنية النص ، وهو ما عبر عنه رولان بارت حين قوله : "يمكن القول بأن الفن لا يعرف تشويشا – بالمعنى الإخباري للكلمة – إنه نسق صرف "
من هذا المنطلق يبقى العمل السردي كأثر إبداعي عبارة عن بنية متشكلة من مجموعة عناصر محكومة بعلاقات داخلية ، وكل عنصر من هذه العناصر يشكل بنية قائمة بذاتها داخل البنية العامة ( الرواية مثلا ) فإذا حاولنا تفكيك بنية الرواية إلى عناصرها الجزئية حسب التحديد الكلاسيكي سنجدها تتشكل من عدة عناصر أهمها : المكان – الزمان – الأحداث – الوصف – السرد – الشخوص – الحوار
وسأقتصر في هذه الورقة على تحديد مفهوم بنية الشخوص كعنصر من البناء السردي .
تعريف الشخوص


الشخوص جمع شخصية ، وهي من بين المصطلحات التي استعملها النقد الأدبي في الوقت الذي كان يعتمد فيه على المضمون من الوجهة النفسية كمعيار نقدي .وقد نص النقاد منذ القديم على أهمية وجودالشخوص كعنصر في البناء القصصي ، بدونه لا يتيسر فهم الأحداث ، فالشخوص داخل العمل اسردي هم مجموعة من الأفراد يقومون بعدة ادوار إما متناسقة أو متعارضة تسند إليهم من طرف السارد فيساهمون بذلك تطور الأحداث أو تأزم الصراع ، وهم لا يختلفون عن ممثلي المسرح أو السينما : "فكلاهم ينتمي إلى عالم متخيل ، ولا يمكنه أن يتواجد إلا داخل هذا العالم الذي بواسطته تصبح كل الشخوص حية فينا بكل معالمها " وذلك من خلال علاقتها بالأحداث ، وقد تنبه بارت إلى نفس المسألة حينما اعتبر الشخصيات

السردية كائنات من ورق لا تمت للواقع المادي بأية صلة، فهي إذن مجرد ناقلة للأحداث (ساردة ) أو موظفة في إطارها ( فاعلة ) .
ونحن نعمل على تحديد مفهوم الشخوص لابد من تسجيل ملاحظة هامة ، ذلك أن مفهوم الشخصية ليس قاصرا بالأساس على على الإنسان " فالعقل ( كما يرى فيليب هامون ) يمكن اعتباره شخصية داخل أعمال هيجل مثلها مثل شخصية الرئيس أو المدير العام أو المجتمع ... كما أن البيض والدقيق والزبدة تعتبرشخصيات مشاركة في عملية الطبخ ..وقد تعتبر الجراثيم أيضا شخوصا مشاركة داخل النص الذي يحكي تفخم مرض معين "
فشخوص الرواية إذن قد تكون إنسانا أو حيوانا كما هو في كليلة ودمنة أو جمادا كما في رواية "لقاء لميخائيل نعيمة حيث تصبح آلة الكمنجة شخصية مشاركة .وقد تكون الشخصية فكرة مجردة كالخير أو الشر أو الحق أو الباطل ...
بنية الشخوص كموضوع للدراسة في المناهج القديمة والحديثة
إذا كان النقد قد أولى اهتماما بالغا لتحليل العمل السردي فإن هذا التحليل قد ظل حتى فترة جد قريبة رهين معطيات التحليل الكلاسيكي الذي لا يتعدى مجموعة من المناهج لا تكاد بدورها تخرج عن التحليل التاريخي أو النفسي للعمل السردي باعتبار هذا الأخير كنتاج أدبي امتداد للواقع الذي يعيشه الكاتب ، كما أن دراسة الشخوص لم تتعد تلك الدراسة التي تتناول البطل في تحديد مسهب على ضوء المناهج النفسية والبحث عن العلاقة القائمة بين الكاتب وشخوصه ومع اكتشاف البنيوية وما صاحب ذلك من تقدم في مجال اللغة وعلم الدلالة تم تجاوز هذا النمط من التحليل ، فلم تعد الدراسة المتعلقة بالسرد حبيسة المناهج غير الأدبية كعلم الاجتماع وعلم النفس .لقد كان ظهور الشكلانيين الروس إيذانا بمجيء مرحلة جديدة تمثلت في استهدافهم من خلال الأبحاث الأدبية التي مارسوها استخلاص الصفات المشتركة التي تتمتع بها جميع الأعمال الأدبية .ومن هنا جاء مصطلح جاكبسون ( الأدبية ) أي كل ما يجعل النص أدبيا وهكذا " راح فلاديمير بروب وهو أحد أفراد هذه الجماعة يدرس الحكاية الشعبية دراسة علمية تعتمد على الملاحظة والتحليل والاستنتاج ، وذلك من أجل استخلاص البنية العامة المشتركة لهذا النوع من الفن الشعبي ( الفلكلوري)
وقد حاول بروب في ذلك الاستفادة من بعض المناهج العلمية ، كما يوضح ذلك في قوله :" إن دراسة الأشكال واكتشاف القوانين التي تحكم بنيتها فيما يخص الحكاية الشعبية الفلكلورية شيء يمكن القيام به بالدقة نفسها التي تدرس فيها أشكال الكائنات العضوية "
هكذا نظر بروب للحكاية على اعتبارها" كلا" مكونا من عدة أجزاء ويتشكل كل جزء من سلسلة من الوظائف ، حددها انطلاقا من دراسته لمائة حكاية روسية في إحدى وثلاثين وظيفة متعاقبة تبدأ ب ( الابتعاد) وتنتهي ب ( مكافأة البطل ) . على ان ظهور هذه الوظائف كلها ليس لازما في كل حكاية إنما يجب أن تظهر دائما بنفس الترتيب الذي حدده . والوظيفة حسب بروب (عمل شخص محدد ) غير قابلة للتفكيك ، لذلك فهو يرى بأن الوظائف هي العناصر الثابثة والدائمة في الحكاية أيا يكن الأشخاص ، وايا تكن الطريقة التي تباشر بها هذه الوظائف .
أما توزيع الوظائف على الشخوص فيرى بروب أن كل مجموعة من الوظائف يمكنها أن تشكل دائرة لفعل شخصية أو شخوص ، فكل حكاية تتوفر على دوائر سبعة :
- دائرة فعل المعتدي
- دائرة فعل البطل
- دائرة فعل البطل المزيف
- دائرة فعل الأميرة
- دائرة فعل الواهب
- دائرة فعل المساعد
- دائرة فعل الموكل
فبروب من خلال هذه الدوائر لم يعط أهمية كبرى للشخصيات ، بحيث ركز اهتمامه على جانب الوظائف التي تقوم بها فقط .
أما جريماس الذي ينطلق في دراسته لبنية العمل السردي من علم الدلالة البنيوي فقد تناول بنية الشخوص فوضع بذلك نموذجا عامليا ، هذا النموذج قد وجد صداه في أعمال سابقة منها أعمال " تنيير" و" بروب " وأتيان سوريو" فالأول وهو صاحب مصطلح "عامل
فيشبه الملفوظ البسيط ( الجملة ) بفرجة حيث يتم توزيع مجموعة من الأدوار على عوامل محدودة . وإذا كان مضمون الملفوظ في تحول مستمر ، وإذا كانت الشخصيات التي تقوم بهذه الأدوار في تغير مستمر ن فإن طبيعة الملفوظ (الجملة ) كفرجة ثابثة لاتتحول ، ذلك أن ديمومة هذه الفرجة واستمراريتها يضمنها التوزيع الثابث للأدوار ، فالفاعل دائما يبقى فاعلا والموضوع دائما يبقى موضوعا ، فحين نقول " أكل محمد التفاحة " فإننا نكون إزاء فرجة متضمنة في جملة ذات مضمون محدد ، هذه الفرجة تتكون من خلال عمل العامل الذات "محمد" والعامل الموضوع " التفاحة " لكن حينما نعمل على تغيير الشخصيات التي تقوم بهذه الفرجة مثلا فنقول :" اشترى أحمد وعلي سيارة " فإن مضمون الملفوظ يتغير بتغير الشخصيات ، لكن الأدوار العاملية الموزعة تبقى ثابثة على الشكل الذي لاحظناه في الجملة الأولى أي على شكل العامل الذات ( أحمد وعلي ) وعامل الموضوع ( السيارة ) وبذلك تبقى الجملة رغم كل التغييرات التي تطرأ على الشخصيات محتوية لطابع الفرجة المتشكل من نفس العوامل .
أما العمل الثاني الذي انطلق منه جريماس فهو المجهود الذي قام به بروب في دراسته للحكاية العجيبة كما( رأينا ) ففي تحديد هذا الأخير للوظائف ولعددها ولطبيعتها الثقافية حاول تجميعها في دوائر للفعل مرتبطة بشخصيات محددة .ومن ثمة فإذا كانت الوظائف يمكن تجميعها في فئات يوحدها مضمون دلالي واحد فإن الشخصيات التي تقوم بهذه الوظائف تخضع هي الأخرى لعملية تكثيف حسب موقعها من الوظائف .
وإذا كانت أسماء الشخصيات (الممثلين ) تتغير من قصة عجيبة إلى أخرى فإن الفعل الذي يقوم به هؤلاء الممثلون يظل ثابثا ، حينها لن يكون هؤلاء الممثلون سوى التعبير عن عامل واحد يحدد انطلاقا من دائرة الفعل التي يعمل فيها .
هذا التحديد سيقود بروب إلى تعريف القصة العجيبة باعتبارها حكاية قائمة على سبعة عوامل .
أما العمل الثالث الذي انطلق منه جريماس فهو ما قام به " إتيان سوريو في كتابه "المائتي ألف وضع درامي " وهو عمل يعتبره جريماس امتدادا لعمل بروب ومكملا له ، لكن أهميته تكمن في كونه أثبث أن نظرية العوامل يمكن تطبيقها على المسرح بسهولة ، وهو جنس أدبي يختلف في كل شيء عن الحكاية العجيبة التي كانت موضوع دراسة بروب .
هذه العوامل يحددها إتيان سوريو على الشكل التالي :
- القوة التيمية الموجهة
- الموضوع المنشود
- المستفيد من الموضوع
- المعيق
- الحكم وهو صاحب الموضوع المنشود أو الخير
- المساعد
‘لا أن جريماس لم يكن على ذلك المستوى من السطحية حتى يتبنى هذه الأعمال كما جاءت عند بروب وإتيان سوريو ، لقد لاحظ أن الأول لم يهتم إلا بالمستوى السطحي في الحكاية الشعبية كما أن الثاني في نموذجه لم يهتم و الآخر بالعلاقات القائمة بين العوامل الستة التي حددها ، وبذلك يبقى نموذجه يعاني من السطحية التي اكتشفها جريماس في تحليلات بروب .
هكذا يلاحظ جريماس "أن تحديد جنس ما انطلاقا من عدد العوامل فحسب والتغاضي عن المضمون معناه موضعة هذا التحديد في مستوى شكلي عام ، وكذلك تقديم العوامل على شكل جرد بسيط دون التساؤل عن علاقاتهم الممكنة معناه التخلي عن التحليل "
من هذا المنطلق يتحدث جريماس عن النموذج العاملي كنسق معتمدا التفريق بين الممثل والعامل فالتمييز بين الممثل والعامل تمييز بين وحدة تركيبية دلالية ( عامل ) ليست معطاة سلفا وإنما يتم الحصول عليها من خلال التحليل العميق لبنية العمل السردي ، ومابين وحدة خطابية ظاهرة على مستوى السطح وغالبا ما تكون متفردة في كلمة واحدة ( محمد _خبز – سيارة ...)
أما العلاقة بين الممثل والعامل فهي علاقة معقدة ، وذلك أن عاملا واحدا يمكن أن يغطيه ممثلون عديدون ، كما أن ممثلا واحدا يمكن أن ينتظم داخل عوامل مختلفة بمعنى أنه يمكن لممثل واحد أن يلعب أدوارا عاملية مختلفة :

العامل


ممثل 1 ممثل 2 ممثل 3

الممثل


العامل 1 العامل2 العامل 3
أما العوامل عند جريماس فتنتظم في أزواج ثلاثة :
المرسل / المرسل إليه
الذات /ااموضوع

المساعد /المعيق
هذاالانتظام ليس اعتباطيا وإنما هو نتاج لتحليل يأخذ بعين لاعتبار الاستثمارات الدلالية المتنوعة ، فهذه الأزواج الثلاثة التي يستخلصها جريماس من الجرد العام للممثلينيقدمها في نموذج يريده شاملا وعاما ، لايقتصر على المجال السردي فحسب ، بل يمكن تطبيقه في مجالات كثيرة من الحياة ويأخذ ها النموذج الشكل التالي
مرسل.......................................موضوع....................................مرسل إليه
مساعد........................................ذات.........................................معيق
كما أن هذه الأزواج الثلاثة ليست مركبة تركيبا اعتباطيا ، فكل زوج يتكون من عاملين يربط بينهما محور دلالي معين .وبذلك تصبح لدينا ثلاثة محاور دلالية :
محور الرغبة : الذات /الموضوع
محور الإبلاغ :المرسل / المرسل إليه
محور الصراع :المساعد /المعيق.


…………….
لائحة المراجع
1 ) هنري لوفيفر : "الإديولوجية البنيوية "
2 ) edition seuil R – barthes « poetique du recit
3 ) د صلاح فضل "نظرية البنائية في النقد الأدبي
4 ) د صلح هاشم " البنيوية والحداثة
5 ) V prope « morphologie du conte populaire » edition seuil
6 ) A-j greamas « semantique structural »











الجمعة، أكتوبر 27، 2006

مقاربة سيميائية لبنية الشخوص في رواية "محاولة عيش " لمحمد زفزاف



عبدالله مهداوي
تحاول رواية "محاولة عيش" كوثيفة أدبية برصدها لحياة الطفل "حميد " من خلال تتبعها دخوله مغامرة المحاولة ، أن تكون شاهدة على مرحلة تاريخية و اجتماعية لمدينة القنيطرة ،إنها المرحلة التي تميزت بتواجد الأمريكيين المقيمين في القاعدة الأمريكية بنفس المدينة ، وما أشاعه تواجدهم من انحلال أخلاقي ،إلى جانب تفشي ظاهرة الفقر في الأحياء القصديرية ،وما نتج عن ذلك من ارتماء في احضان الانحراف والاستسلام للواقع المرير. والرواية في تصويرها لهذا الواقع من خلال تتبع شخصية حميد في محاولة العيش توظف عددا لاباس به من الشخوص يتفاوتون في الأهمية حسب مواقعهم في المتن الحكائي يمكن جردهم كخطوة أولى لتناول البنية التي يندرجون تحتها على المستويات التالية : –موقع الراوي من المتن الحكائي – طريقة عرض وتقديم الشخصيات – انماط الشخصيات – – تحديد البطل – النموذج العاملي
الشخصيات المشاركة
- حميد 2- أم حميد 3- الحسن (والد حميد) 4 – رفاق حميد 5 – باعة الصحف 6حارس الباخرة ( أ) 7 –الحمال 8 –حارس الباخرة (ب) 9 - حارس الميناء 10)السينيغالي11- الضاوي 12 -– السي إدريس (رئيس حميد ) 13 –اليهودي بائع الدجاج 14 -رجال الأمن 15- رئيس المحكمة 16 – سكان الأحياء القصديرية 17- مقدم الحي 18– الأخ الأصغر لحميد 19 – الأخ الثاني لحميد 20 – الجنود الأمريكيون 21 – الرقيق الأبيض 22 –اطفال مشردون 23 –المرأة اليهودية 24– النادل 25 – صديقا الحسن 26 –البقال 27– غنو 28 – فيطونة 29 – أم فيطونة 30 – أخ فيطونة 31-الجارات .
فمحمد الزفزاف من خلال توظيفه لهذا العدد من الشخصيات لم تكن غايته كما يبدو السير بالفعل الى الأمام من أجل تعقيد الأزمة ( الحبكة ) أو حلها كما هو الشأن بالنسبة لبعض كتاب القصة ، وإنما كانت غايته إضفاء الواقعية على عمله الروائي
فإذا كان القارئ يذهب إلى اعتبار بعض الشخصيات مجرد حشو ملأ به الكاتب بعض فصول الرواية ، لاتلعب أي دور على مستوى الأحداث ، إلا أن هذه الشخصيات ليس وجودها اعتباطيا وإنما لها وظيفتها الروائية كعلامة وليس ككائن فقط. فالشخصية بمفهومها السميائي عبارة عن لانجد معناه في المعجم وإنما يتم الكشف عنه من خلال السياق الذي يقع فيه .
الراوي
إذا كان العديد من الدارسين يعتبرون الراوي لايختلف عن الكاتب باعتباره يخلق الرواية ،لذلك فهو عالم بكل الشخصيات ولا يمتزج بها ، فإن المنهج السميائي المتبنى في هذا التحليل ينطلق أساسا من التمييز بين الراوي والكاتب باعتبار الأول واحدا من شخصيات القصة بدليل أنه قد يكون أحيانا مشاركا في الأحداث ، وبالتالي فهو شخصية خيالية لا وجود لها في الواقع الخارجي فليس الراوي هو الذي يكتب ويؤلف لأن واقع الرواية بما في ذلك الشخوص ينتمي إلى عالم متخيل قد يختلف عن عالم الكاتب . وهكذا يصبح الراوي الغائب ( الغير مشارك ) في محاولة عيش شخصية لها وجودها الخاص كباقي الشخصيات المشاركة "إنه وهمي ولكنه بين هذه الجماعة من الأشخاص الوهميين ، وكلهم يعتبرون من طبعا من ضمائر الغائب1
إلا أن الراوي في محاولة عيش لايكتفي فقط بتتبع الأحداث و الشخصيات وإنما يحاول من حين لآخر أن يعلن عن تموقعه في الرواية من خلال التميز عن كل الشخصيات وإن لم يكن مشاركا ويوحي بطبيعتة كشخصية مميزة ، ويتمثل ذلك على مستوى تدخله في سرد الأحداث من جهة ، واستباقها أحيانا إلى درجة التنبؤ بها قبل وقوعها ،مما يؤهله لمعرفة تطور الحكاية ومصير شخصية حميد . ( عرف حميد فيما بعد أن تلك هي الحقيقة وأن الضاوي لم يكن يكذب عليه ) الفصل 2 ص21 ( وقد فهم حميد فيما بعد لماذا لماذا كانت تفعل ذلك ..)ف11 ص83
كما يتمثل ذلك على مستوى السيطرة على شخصيات الرواية وإنطاقها بلغته فرضا لوجوده كسارد ،لكنه ليس من طبقة حميد أو الضاوي أو غنو ولا حتى السي إدريس .
مستويات تقديم الشخصيات
وهنا لابد من التمييز بين مفهومي العرض والتقديم ، فالأول يتناول كيفية ظهور الشخصيات على سطح الرواية في حين يهتم التقديم بكيفية التعريف بها. وأما على مستوى العرض فتخضع شخصيات "محاولة عيش " إلى طريقتين :
*العرض المباشر : وتتمثل في استهلال السرد بالحديث عن الميناء وبعض الشخصيات العاملة به ( حراس البواخر – رفاق حميد – حميد –الحمال –حارس الميناء ) ثم الانتقال إلى الحديث عن البراريك القصديرية (السكان _ لحسن والد حميد – زوجته ...)
*الغرض المؤجل : ذلك أن الراوي إذا كان قد عرض بعض الشخصيات مباشرة قبل أن تأخذ الأجداث سيرها فإنه لم يتبع نفس الطريقة في عرض باقي الشخصيات التي لايمكن للقارئ معرفتها إلا من خلال مسايرته لتطور الفعل من خلال إدماج متتابع لشخصيات جديدة ( الضاوي –السي ادريس –المقدم –غنو – فيطونة ..)


وإذا كانت رواية 'محاولة عيش 'تخضع لما يسمى الرؤية من الخارج فإن تقديم شخصياتها يحدد على مستويين كذلك :
مستوى خارجي حيث يتم التعريف بالشخصيات وتقديمها من طرف الراوي ، ومستوى داخلي حيث تعمل الشخصيات المشاركة على التعريف بنفسها أو بغيرها معتمدة في ذلك على الحوار .
أما المستوى الأول (الخارجي ) فيرتبط أساسا بالعلاقة القائمة بين الراوي وباقي الشخصيات .فالراوي كما سبقت الإشارة يعرف الكثير عنها ، فبالرغم من كونه يستعمل ضمير الغائب محاولا أن يخلق مسافة بينه وبين شخصيات الرواية إلا أنه لايستطيع أن يمنع نفسه من أي تدخل :"وقال الوغد الذي ولد وتربى في ماخور"(الفصل 1 ص 16) فهو لايكتفي بالوصف المحايد المتمثل في وصف الشخصيات انطلاقا من المظهر الخارجي (الأفعال والحركات ) بل يبحث لكل شيء عن تفسير معتمدا في ذلك التوغل في الشخصية "لم يرد حميد أن يعنفها ، قال بنفسه نعم ولكنه كان يعرف ما سيفعل "( الفصل 3 ص 28)
أما على الستوى الثاني (الداخلي ) فكل شخصية تزودنا بمعلومات كافية حول الآخرين بقدر ما تزودنا بمعلومات كافية حول نفسها أيضا ، لأن أي تصرف منها يعتبر رد فعل عن صورة الآخر ، وبذلك يحتل الحوار مكانة هامة في الكشف عن الشخصيات المشاركة في رواية محاولة عيش ومن ذلك :
قال الضاوي : إلى متى ستظل هكذا ؟ لقد أصبحت رجلا .قامتك أطول من قامة أبيك .(الفصل 2 ص19)
يسأل السي ادريس حميد : - كم عمرك ؟ -ست سنوات .....- هل تدخن ؟ - لا - هل تسكر ؟ -لآ ( ف2 ص22 )
يقول الحسن في حوار مع زوجته : - اتقي الله يا ولية ، أنا لاأحب القمار . –تكذب علي كما لو كنت لاأعرفك (ف3 ص28 )
تقول غنو : لآيهم فعلها ولد الرايس فهربت بنفسي (ف10 ص80 )
*أنماط الشخصيات :
يرى فيليب هامون ( 2) أن الرواية باعتبارها إرسالية تتحدد كمركب من العلامات اللغوية من ثلاثة أصناف : *علامات مرجعية - *علامات واصلة – * علامات استذكارية
وكل نموذج من هذه العلامات الثلاثة يمكن أن يحيلنا بالتتابع على ثلاثة أنماط من الشخصيات في رواية محاولة عيش
1) الشخصيات المرجعية : وضمنها نجد الشخصيات التي تخلق مصادفتها في النص لذى القارئ عملية تذكر أو إسقاط ونمثل لها بالجنود الأمريكان – حراس الميناء – رجال الشرطة - السي ادريس .وهي شخصيات تحمل في دلالتها ماتحمله من معاني استغلال وتسلط .وقد تكون شخصيات تحيل على طبقة اجتماعية معينة . ( سكان البراريك – الضاوي – حميد – غنو -الحسن – فيطونة – غنو ...)
2) الشخصيات الواصلة ، وهي الشخصيات التي تكون بمثابة علامات على حضور السارد ويمكن ان نمثل لها بشخصية حميد ، هو وإن كان شخصية اجتماعية فهو أيضا علامة على حضور السارد في الرواية نتيجة تركيز اهتمام هذا الأخير عليه كشخصية محورية .
3) الشخصيات الإستذكارية ، ولايتم فهم هذه الشخصيات إلا بواسطة إرجاعها الى النص كنتاج سردي وتعمل على مساعدة القارئ بواسطة الوظائف التي تقوم بها ،إما بزرع إمارات أو تفسيرها ( السينيغالي الأسود –رفاق حميد –اليهودية –بائعو الصحف –النادل - الراقصة – المقدم -أصدقاء الحسن -أم فيطونة - .....)
*شخصية البطل:
تختلف كيفية تحديد البطل حسب المهتمين بدراسة العمل السردي ففلاديمير بروب مثلا يرى أن البطل يتحدد من خلال المعيار الوظيفي أي حسب دائرة الفعل التي يعمل فيها ،في حين يرى توماشوفسكي " أن الشخصية التي تتلقى المسحة العاطفية الأكثر حيوية تسمى البطل ،وهي الشخصية التي تستثير التأثر والتعاطف والفرح والحزن لذى القارئ " (3) لكن هل االاستثارة العطفية وحدها كافية للكشف عن حميد كبطل في "محاولة عيش " ؟ علما أن الدلالة العامة للرواية ترتبط بجميع الشخصيات الرئيسية وليس بشخصية حميد وحدها . لكن الراوي من خلال تعامله مع كل الشخصيات الرئيسية يجعل حميد يحتل مكانا مركزيا ويطرح مشكلة درجة بالنسبة للآخرين على حد تعبير فيليب هامون . فالبطل لايتحدد إلا من خلال عدد من الثوابث ، من بينها :
1) الأوصاف التفاضلية : فعلى الرغم من كون كل الشخصيات تتحدد على مستوى الفقر والجهل والتهميش والاستسلام الا ان تحديد شخصية جميد موسوم بالمغالاة ا" البطل شخص كالآخرين مع إضافة واحدة ،ظاهرة مغالاة " ( 4)
2) التوزيع التفاضلي :ويتعلق الأمر بملاحظتين اساسيتين نجملهما كالتالي :
-* يعتبر حميد أكثر الشخصيات ظهورا في الرواية (في كل فصولها )
-* درجة اهتمام الراوي بشخصية جميد فهو يتتبعها من ألفصل الأول إلى الأخير.
3)الاستقلال التفاضلي : وفيه توضع شخصية حميد في المقارنة مع باقي الشخصيات على مستوى التصرف بالحوار والتنقل في المكان . فعلى مستوى الحوار تعتبر شخصية حميد أكثر الشخصيات تصرفا به من غيرها . أما على المستوى الثاني فحميد أيضا أكثر الشخصيات حرية في التنقل لذلك فالراوي يتتبعه في الميناء والبارات والمقهى والبيت وفي بيت غنو ...

النموذج العاملي


يتطلب تصنيف شخصيات رواية محاولة عيش حسب أدوارها العاملية تحديد النقطة التي يتقاطع فيها المستويان السردي والخطابي ، أو ما يمكن تسميته بنقطة الالتقاء بين البنيات السردية ( البرامج السردية ) التي من خلالها يتم الكشف عن الأدوار العاملية والبنيات الخطابية (المسارات التصويرية ) الني ينم تحويلها إلى إلى أدوار تيمية . هذه النقطة الالتقائية داخل العمل السردي تتشكل من الممثلين " فالممثل يشكل صورة حاملة في نفس الوقت لدور أولمجموغة من أدوار عاملية تحدد وضعا معينا داخل برنامج سردي ، ولأدوار تيمية تحدد انتماءه لمسار أوعدة مسارات تصويرية " ( 5

وبذلك يصبح من الضروري التمييز بين البرنامج السردي والمسار التصويري فالأول يعرف كتتابع لعمليات محولة للحالات والثاني يكلف بإبراز هذه العمليات داخل الرواية . إلا أننا ونحن نعمل على كشف العلاقات العاملية التي ينتظم في وفقها ممتلو رواية محاولة عيش لابد من العودة الى البرنامج السردي للرواية حتى يتسنى لنا التأكيد " ان التمييز بين الشخصية والدور العاملي أساسي بالنسبة للتحليل السميائي للنصوص ، فنفس الممثل (الشخصية الفاعلة ) يمكن أن يقوم بعدة أدوار ، كما أن دورا عامليا واحدا يمكن أن يقوم به أشخاص مختلفون عديدون ""(6)
** البرنامج السردي في الرواية :
فإذا كان البرنامج السردي هو تلك السلسلة من الحالات والتحولات التي ترتبط فيما بينها انطلاقا من قاعدة علائقية ما بين الذات (ذ) والموضوع (م) فإنه لاماحلة من التمييز في محاولة عيش بين نوعين من البرامج السردية :
1) برنامج سردي رئيسي (ب س 1) ويمتد بين حالتين الأولى بدئية ويسيميها جريماس التحريك وفيها تبدو الذات
(حميد ) منفصلة عن الموضوع القيمي ( العيش الكريم ) فهذه الذات تتلقى تحريكا من طرف مرسل فتنتقل بذلك من ذات حالة إلى ذات فعل مرورا بالمرحلتين السرديتين الأهلية والإنجاز . فحميد لم يصبح ذا أهمية إلا بعد حصوله على العمل بل إن والديه فكرا في تزويجه وغنو لم تهتم به إلا بعد ان انقدها واكتشفت فيه إنسانا دا رجولة .
2) برنامج سردي مضاد (ب س 2 ) وهو برناج سردي يطرح ضمنيا في الرواية من خلال تتبع الذات /حميد في رحلتها لحاولة العيش . . إلا أن الصراع داخل رواية محاولة عيش يبقى مغيبا بشكل معين فلا يمكننا تتبع سوى رغبة الذات / حميد في تحقيق برنامجها ، فالفقر والجهل والتهميش والقهر والإستغلال كذات مضادة بكونها تحول دون تحقيق رغبة حميد تعمل على الزج به في دائرة الإستسلام والإنحراف فهي تجعل الموضوع ( العيش الكريم ) متصلا بفئة اجتماعية مستغلة لفئة حميد . يقول جريماس : " إن وجود برنامجين سرديين يسمح بإمكانية إظهار هذا البرنامج أو ذاك " (7)
وبذلك فإن البرنامج الذي يسمح الخطاب باظهاره في رواية محاولة عيش هو البرنامج الرئيسي الذي سنحدد من خلاله الأدوار العاملية .
**الأدوار العاملية
يحدد جريماس الأدوار العاملية في ست خانات يمكن ان نصنف تحتها الممثلين في محاولة عيش إلى :
1) خانة العامل المرسل ( بكسر السين ) وضمنها نصنف المحرك الأساسي الذي يدفع بالذات نحو تحقيق الموضوع وهي خانة تربطنا في محاولة عيش بالضرورة بمرحلة معينة من البرنامج السردي ، وهي مرحلة التحريك وتجعلنا نتساءل عن عمن يحرك الذات الفاعلة (ذ1) ؟ ليتحدد الجواب من خلال تسجيل مجموعة من العمليات السردية التي تطبق على الذات الفاعلة نفسها فتجعل منها ذاتا تقوم بفعل الإنجاز الرسمي للبرنامج السردي ، هذه العمليات السردية في معظمها عمليات إقناع تخرج إلى جانب الذات الفاعلة دورا عامليا يسمى المرسل :
_ " إلى متى ستظل هكذا ؟ لقد أصبحت رجلا قامتك أطول من قامة أبيك
_ عندما أكبر قليلا سوف أصبح حمالا في الميناء
_ ريثما تكبر تعال لبيع الصحف مثلي " ( 8)
" بعد ذلك أصبح حميد يسمع أمه و أباه في كل مساء عندما يعود يتحدثان عن الزواج ، من يتزوج من ؟ فهم فيما بعد أنه المعهني بالأمر " (9)
" هذا جميل كم يتشهاهن في الشارع " ( 10)
فمن خلال هذه الصور ومثلها كثيرة في الرواية يمكن أن نحدد المحرك الأساسي / المرسل الذي يبعث بالذات نحو تحقيق إنجاز معين من أجل الحصول على الموضوع . إلا أن المرسل كما يتضح في الرواية لايتخذ الشكل الإنساني لإنه يتحقق كرغبة في تحقيق العيش حتى وإن لم يكن كريما " أحيانا عندما كان حميد يسمع مثل هذا الكلام يفضل ألا يأكل بتاتا يخرج إلى بائعي التين الشوكي أوبائعي البرتقال أو بائعي البطيخ الأصفر والأحمر ثم ينظم غارة هو وبعض أصدقائه ، فيختطفون أو يسرقون بعض ما يقتاتؤن به " ( 11)
2 ) خانة العامل الذات : إذا كان البرنامج السردي في الحكي يتحقق من خلال الإنتقال من حالة بدئية ( التحريك ) الى حالة نهائية ( الجزاء ) فإن هذه العملية الانتقالية تفرض وجود فاعل / ذات تقوم بتحقيق هذا التحول ويتعلق الامر هنا بدور عاملي تقوم به شخصية حميد ، ويفرض هذا النحول أن تكون الذات قادرة على تحقيق الانجاز متوفرة على مجموعة من الشروط تجعلها منتظمة ضمن مرحلة سردية تسمى الأهلية يرجعها جريماس إلى : رغبة الفعل - قدرة الفعل - معرفة الفعل . فحميد كشخصية فاعلة مندرجة ضمن خانة الذات تبدو من خلال البرنامج السردي الرئيسي مؤهلة على مستوى الرغبة لكنها على مستوى القدرة والمعرفة تعاني من عدة معوقات : " تحامل على نفسه وغادر الميناء . عند أقرب جدار انهار تماما ، مدد ساقيه وألقى بحزمة الصحف جانبا . ثم أجهش بالبكاء " (12)
فحتى على مستوى معرفة الفعل تبدو الذات /حميد غير مؤهلة لوضع خطة لبلوغ مواضيع استعمالية من أجل تحقيق موضوعها القيمي : "فكر أن يسكر هذه الليلة وكل الليالي القادمة " ( 13)
3 )خانة العامل الموضوع : وتشكل الشيء المرغوب فيه . فإذا كان الحكي يكمن في كون ذات تتحرك لكي تكون في اتصال بموضوع ، وإذا كانت الذات لايمكنها أن تتواجد إلا في علاقتها بالموضوع فإن الموضوع الذي تسعى إليه الذات / حميد يتحول إلى شيء أكثر من ملموس قد يتعدى بيع الصحف أو العمل كحمال في الميناء مستقبلا أو الزواج بفيطونة ليصبح محاولة للعيش داخل المجتمع وليس على هامشه .
4 ) خانة العامل المساعد : فالذات / حميد في رحلتها للبحث عن الموضوع القيمي / العيش قد صادفت مجموعة من المساعدين حاولوا أن يسهلوا عليها ذلك ويتعلق الأمر هنا بدور عاملي تقوم به مجموعة من الشخصيات ( السينيغالي الأسود – الضاوي – اليهودية- السي ادريس – اليهودي بائع الدجاج – غنو - .والدا حميد.)
5 ) خانة العامل المعيق : فلم تكن الذات في رحلتها للبحث عن العيش لتجد طريقها خالية من المصاعب والعراقيل ، فكما صادفت مساعدين قد صادفت أيضا معيقين . هذا العامل المعيق يمكن حصره فيما يلي :
*شكل إنساني : حراس البواخر – حارس الميناء – الشرطي – الجنود الأمريكيون – السي ادريس – المقدم لحسن والد حميد – فيطونة ..
*شكل غير إنساني : الفقر – الجهل – التهميش – الإستغلال - الإحتقار ..
6 ) خانة العامل المرسل إليه : فالحديث عن المرسل إليه كعامل ثان يدخل في علاقة الإبلاغ القائمة بين مرسل سبق تحديده ومرسل إليه يستفيد من الموضوع الذي تسعى الذات إلى تحقيقه يربطنا بمرحلة الجزاء . إلا أن هذه المرحلة السردية (النهائية ) في محاولة عيش لا تطرح تحولا بالنسبة للحالة التي كانت عليها الذات في مرحلة التحريك ، فواقع حميد لم يتغير نحو الأفضل بل ازداد سوءا باندفاعه في اتجاه الإستسلام والانحراف ليعيش غائبا ومغيبا عن الواقع " ثم ضغط على الدواسين بقوة لكي يسرع ، سوف يشرب ويشرب وسوف ينام نوما عميقا ..." (14) .وبذلك يصعب تحديد مرسل إليه مستفيد من البرنامج السردي في الرواية ، الشيء الذي يجعلنا نحكم على الذات بأنها لم تتجاوز مرحلة الأهلية في السرد إلى مرحة الإنجاز بالشكل الذي يجعلها قادرة على الانتقال من امتلاك موضوع استعمالي (العمل - ولوج عالم النساء /غنو ) إلى تحقيق موضوع قيمي هو العيش الكريم كإنسان في مجتمع تعاني أكثريته من الفقر والتهميش .


ذ – عبدالله مهداوي - خنيفرة
جريدة الصباح المغربية العددين : 1875 . /19/4/2006
2006 /04/ 26 1881


الهوامش
1 ) ميشيل بوتور – بحوث في الرواية الجديدة – ترجمة فريد أنطونيوس –سلسلة زدني علما ص65
2) p – Hamon « statut semiotique du personnages - poetique du recit – lepoin –p 121)
3) نصوص الشكلانيين الروس ترجمة ابراهيم الخطيب دار الحداثة ص 206
4 ) مدخل إلى التحليل البنيوي للنصوص -جماعة من الأساتذة -دار الحداثة –ص 105
5) Groupe d’entrevernes « Analyse semiotique des textes » les editions toubkal –p 99

6) Groupe d’entrevernes – même reference - p 25
7) A –J Greimas : « un probleme semiotique narative : objet-valeur –p 25
8) محمد زفزاف – محاولة عيش منشورات الجمل ( ص19)
9 ) الرواية (ص 69 )
10) الرواية ( ص 69 )
11) الرواية ( ص 26 )
12) الرواية ( ص16 )
13) الرواية ( ص 94 )
14) الرواية ( ص 94 )











جامعة الدول العربية وطموحات امواطن العربي






لم يكن المواطن العربي يدرك بنفس الحجم الذي أدرك به اليوم تفاهة بعض التنظيمات العربية وعدم جدواها في إطار علاقتها بمصلحة الشعوب العربية التي جبلت لعقود طويلة على التسليم بأمور عدة لم ولن تخدم مصالحها ، وإن كانت تبدي غضبها واستياءها ،غضب واستياء لم يرق في يوم من الأيام إلى إرغام الحكومات العربية على الوقوف إلى جانب شعوبها ، لأنها لاتضع في اعتبارها إلا إرضاء الآخر بالسهر على ضمان مصالحه في منطقتها متبجحة بتنميق وتزويق واجهتها السياسية والسعي الزائف نحو خلق مشهد ديموقراطي يشهد على عظمة هذه الحكومات ويضمن شرعيتها أمام الآخر ، لتلعب بورقة الشرعية هذه لإيخاف المحكوم من جهة وللنيل من بعضها البعض من جهة أخرى . كل ذلك جعل الأنظمة العربية تعلن مسايرتها للعالم من خلال تكتلها في منظمات دولية أهمها الجامعة العربية تلك المنظمة التي لم تحقق من اسمها الا الفرقة والتناحر وتضارب المصالح .
لقدأكدت القضية الفلسطينية للمواطن العربي باستمرار من خلال عقد القمم واجتماعات وزراء الخارجية مدى هشاشة هذه المنظمة باعتبارها تكثلا عربيا ، فهي لاتستطيع أن تخرج بقرار صريح في مواجهة الكيان الصهيوني ومن يسانده ،بل إن المبادرات العربية التي توالت بغية حل الأزمة الفلسطينية لم تكن في ظاهرها وعمقها إلاتنازلات مهينة ،فحتى القرارات التي تتخذها الجامعة أو تتبناها وإن كانت في أقصاها وأشدها لاتتجاوز الشجب و الاستنكار ،لم تكن في يوم من الأيام ملزمة لأي طرف من أعضاء الجامعة العربية . فقد دخلت الحكومات العربية منفردة في معاهدات واتفاقيات ومعاملات مع الكيان الصهيوني وأجبرت نفسها على التنفيذ متعللة بضرورة الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ضاربة بعرض الحائط المواثيق والعهود التي يجب أن تربطها بشعوبها حفاظا على عزتها ومصالحها . ولعل الحال الذي آلت إليه القضية الفلسطينية والتسليم الطوعي للأنظمة العربية بواقع القضية وتفوق العدو،على الرغم من إثباث حزب الله اللبناني عكس ذلك ،مما يؤكد الأزمة التي تتخبط فيها هذه الأنظمة داخليا وخارجيا ، أزمة حولتها إلى أنظمة قزمية لاتستطيع أن تزيد من حجمها إلا بالقدر الذي ترخص به الولايات المتحدة الأمريكية ، وكل من حاول غير ذلك سيواجه من خلال شرعية دولية تتعدد مكاييلها وتتنوع .
لقد فتحت حرب العراق عين المواطن العربي البسيط على حقيقة مرة ، فقد أدرك بوضوح أن أنظمته خادعة كاذبة ،ولم يعد يقف عند الإدراك فحسب بل تجاوزه إلى حد الجهر به . ففي حرب الخليج الثانية ، وإن كان العدوان فيها على العراق لايختلف عن عدوان اليوم ، ربما كان المواطن العربي المتوسط الفهم قد وجد مبررا لذلك بمساعدة حاكميه الذين شاركوا في الحرب علانية تحت ذريعة تحرير الكويت . لكن لاشيء اليوم يبرر هذا العدوان السافر وهذا التمزق في وحدة الأمة غير هذه الهوة السحيقة التي باتت تفصل بين الشعوب العربية وحكامهم الذين لم يستطيعوا التخلص من تلك النظرة الناقصة التي تعتبر الرأي العام لذيها قاصرا لايرقى إلى مستوى الإدراك والفهم .
لقد بات واضحا من خلال المواقف العربية الرسمية تجاه العدوان الصهيواميريكي في فلسطين والعراق ولبنان ومايحضر للسودان وسوريا وما يشن من حملات ضد الإسلام والإساءة إلى النبي الكريم أن الأنظمة العربية قد قزمت إلى حد أنها لاتستطيع الحراك إلا إذا تمسكت بذنب العملاق . فأصبحت تقف عاجزة أمام كل القضايا العربية الهامة ، فإذا كان عجزها على حل القضية الفلسطينية قد أشرف على أن يعمر قرنا من الزمن فإن المواطن العربي يتساءل كم سيتطلب حل القضية العراقية
وما يمكن أن يتبعها قي المنطقة التي أصبحت تابعة للإحتلال الأمريكي إن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . فالجامعة العربية لم تعد قادرة حتى على جمع القادة العرب كما تبين من خلال قمة الخرطوم وهو عجزبين مدى فعالية الضغوط الأمريكية على هؤلاء القادة الذين وجب عليهم اليوم الوقوف إلى جانب شعوبهم من أجل تحقيق طموحاتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية ... وهو أمر لايتحقق إلا من خلال مصالحة بين الحاكم والمحكوم في الوطن العربي وليس من خلال طأطأة الرأس للهيمنة الأمريكية مع ما تحمله هذه الطأطأة من إذلال للشعوب العربية .
لقد آن الأوان أن تكون جامعة الدول العربية تكثلا سياسيا واقتصاديا وقوة عسكرية على غرار التكثلات التي يشهدها العالم اليوم . فالأمة العربية تملك من الإمكانيات ما يؤهلها لتكون صاحبة قرار وراي ، ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تتخذ الأنظمة العربية مما حدث ويحدث في العراق وسيلة لإقناع الراي العام لذيها بضرورة التسليم والإستسلام فتوقعه في آبار اليأس العميقة بدل أن ترفع من معنوياته وتذكي من حسه الوطني و القومي .
فالجامعة العربية مطالبة اليوم بتصحيح مسارها ورد الإهانات التي ألحقت بها لعقود طويلة ولعل آخرها المبادرة الأمريكية للإصلاح في الشرق الأوسط الكبير حينا والسعي إلى خلق شرق أوسط جديد حينا آخركما تحدثت عن ذلك وزيرة خارجية أمريكا خلال العدوان الصهيوني على لبنان التي تريد أن تحول العالم العربي إلى عراق كبير و أعضاء الجامعة إلى مجلس حكم انتقالي يوقع على قرارات لاتخدم إلا المصالح الأمريكية وحلفائها من غير العرب


ذ - عبد الله مهداوي _-المغرب